Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
شبكة الأمل.. مبادرة بحرينية رائدة


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

"شبكة الأمل".. مبادرة بحرينية رائدة

شبكة البصرة

السيد زهره

هذا خبر سعدت به حقا.

يقول الخبر: "انطلاقاً من رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في تمكين الشباب، وتوجهات الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله للاستثمار في العنصر الشبابي، وبمبادرة كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، تعلن مملكة البحرين إطلاق الشبكة العالمية الداعمة لتنافسية الشباب "شبكة الأمل" وهي منصة جامعة للدول المؤمنة بأهمية وقوة زراعة الأمل في نفوس الشباب مما يساعدهم على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافهم ويدفعهم إلى التغيير الإيجابي والتقدم، بالإضافة إلى تعزيز روح التضامن والتعاون بين شعوب العالم من خلال الأهداف التي تسعى "شبكة الأمل" إلى تحقيقها."

سعدت بهذا الخبر لأنه يتعلق بقضية اهتممت بها منذ سنوات طويلة، ولطالما فكرت في ضرورة اطلاق مبادرات بخصوصها.. قضية الأمل في العمل الوطني. وسبق ان كتبت عدة مقالات عن هذه القضية.

لمن لا يعلم قضية الأمل أصبحت منذ فترة طويلة احد الاهتمامات الكبرى لدى علماء السياسة. لدي عدد كبير جدا من الدراسات كتبها خبراء وعلماء سياسة عالميون تحمل عناوين مثل: "الأمل في السياسة" او "سياسات الأمل" او "دور الأمل في السياسة".. وهكذا.

جوهر هذه الدراسات هو ان الأمل له دور حاسم في صنع السياسات وفي العمل الوطني بشكل عام وفي تحديد معالم المستقبل.

الذ ي جعل علماء السياسة يهتمون بقضية الأمل على هذا النحو هو انه بشكل عام فان الصراعات التي يشهدها العالم، والأوضاع التي تشهدها اغلب دول العالم، لا تدعو عموما الى التفاؤل، وانما تدعو الى الاحباط واليأس وفقدان الأمل.

اذن، انشاء "شبكة الأمل" تعتبر مبادرة بحرينية مهمة ورائدة بأهدافها التي تم إعلانها وببرامجها.

بالطبع، من الجيد ان يكون للمبادرة بعد دولي يخاطب شباب العالم. لكن الذي يهمني في المقام الأول هو ان تتوجه هذه المبادرة أساسا الى شباب البحرين، والى المجتمع البحريني بصفة عامة.

أعني اننا في البحرين احوج ما نكون الى ما يمكن ان نطلق عليه "استراتيجية للأمل الوطني"، تكرس ثقافة الأمل في المجتمع ولدى الشباب بصفة خاصة.

قبل كل شيء وقبل المضي قدما في مناقشة هذه القضة يحب ان ندرك ان الأوضاع في المنطقة والعالم وتأثيراتها على كل المجتمعات والشباب بالذات تحتم الاهتمام بهذا البعد في العمل الوطني واعطائه أولوية.

 

يجب ان نتأمل الجوانب التالية:

1- أن الأوضاع في المنطقة والعالم كله تدعو الى الإحباط والخوف من المستقبل.

في الفترة الماضية أصبح العالم تحكمه الفوضى ولا مجال فيه لقانون دولي او أي احترام لأي قيم إنسانية. ويبدو مجرمو الحرب كما لو كانوا هم الذين يحكمون العالم من دون ان يردعهم أحد.

هذا الوضع يقود بداهة الى حالة عامة من الإحباط والى توقع الأسوأ في كل مجال.

2- أنه بالنسبة للشباب العربي بالذات يصبح هذا الوضع أشد وطأة. حين يتلفت الشباب العربي حوله ويرى ما يجري لدولنا العربية وما تتعرض له، لا يجد الكثير مما يمكن ان يدعوه للأمل في المستقبل. بالعكس لا يجد الا عجزا وياسا واحباطا لا حدود له.

3- ان الشباب العربي يتعرض لسيل جارف من الحملات الموجهة المعادية المخطط لها بعناية وتستهدف تحطيم قيمه وثقته في النفس وفي دوله وتزرع فيه بذور اليأس والقيم السلبية المدمرة.

4- كل هذه العوامل وغيرها تكرس حالة من اليأس وعدم الثقة في المستقبل واحساسا بالعجز وفقدان الأمل.

هذه الحالة اخطر ما تتعرض له أي دولة ولا يمكن ان تساعد على البناء الوطني عوما.

هذه العوامل تبرز الأهمية البالغة كما ذكرت لتكريس ثقافة الأمل وفق رؤية واضحة.

للحديث بقية باذن الله.

شبكة البصرة

الثلاثاء 3 جماد الاول 1446 / 5 تشرين الثاني 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print