بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
كي لا نقع في فخ الثأر السياسي!؛ |
شبكة البصرة |
شهدت عملية طوفان الأقصى منذ انطلاقها وحتى الآن ظواهر تتخفى تحت واجهات منطقية
شكلية تنتمي إلى اللاعقلانية في العمل السياسي، أو كما يجب ان نسميها ممارسة
الثأر العشائري في العمل السياسي، فكثير من الذين لديهم مواقف سياسية من حماس
لم يتحرروا من تلك الثأرات، نعم لدينا ملاحظات جوهرية و بالغة الأهمية على
علاقة حماس بإيران وبأدواتها العربية، وكنا وما زلنا نرفض تلك العلاقة رفضا
تاما ومطلقا من منطلق قومي وليس من منطلق حزبي أو قطري أو سياسي، فإيران عدو
أثبت بالأدلة المادية إنه أخطر من إسرائيل، فإذا كانت إسرائيل تحتل فلسطين فإن
إيران تفتخر بلسان قادتها باحتلال أربعة أقطار عربية وهي العراق وسورية ولبنان
واليمن، وعلى صعيد الممارسات الوحشية فإن الوحشية الإيرانية الممارسة من قبل
عناصرها أو أدواتها في العراق وسورية بشكل خاص تؤكد بأنها أبشع من وحشية
إسرائيل، فغزة الآن وقعت مثلها في الأنبار والموصل وحلب وغيرها من مدن العراق
وسورية، حيث أظهرت إيران وأدواتها خصوصا حزب الله والحشد الشعوبي في العراق
وحشية لا نظير لها على الإطلاق حتى في غزة، ولكن صلة حماس بأيران لم تخفي أن ما
حصل في طوفان الأقصى كان عبارة عن زلزال ضرب الكيان الصهيوني في الصميم وأثبت
كل الطروحات التي قدمت من قبل حركة التحرر العربية، ومنها حركة التحرر
الفلسطينية، وهي أن الكيان الصهيوني كيان هش وإن بقاءه ليس بسبب قوته بل نتيجة
ضعف الأنظمة أو تواطئها إضافة للدعم الغربي بقيادة أمريكا والذي يشكل القاعدة
الأساسية التي تبقي الكيان الصهيوني دون انهيار.
في طوفان الاقصى وصل الكيان الصهيوني إلى حافة الانهيار بعد أن انكشفت كل عيوبه
البنيوية ولم ينقده إلا التدخل الأمريكي البريطاني الألماني الفرنسي المباشر،
وموقف الأنظمة العربية المتواطئة والداعم لبقاء إسرائيل، ولم تتوقف طوفان
الأقصى عند هذا الحد من الإنجازات التاريخية والستراتيجية، بل تعدتها إلى حصول
أغلبية عالمية تدين إسرائيل وتؤكد أنها كيان فاشي عنصري لا يعيش إلا بالإبادة
الجماعية للآخر، وشمل التغيير حتى الولايات المتحدة الأمريكية حيث خسرت
الصهيونية هناك الكثير من نفوذها لا يمكن وصفه إلا بالكبير لصالح القضية
الفلسطينية.
وفي الصراعات التاريخية الكبرى فإنها لا تنتهي غالبا بالضربة القاضية بل يسقط
احد أطرافها بتراكم النقاط، أي أن عدة ضربات متتالية بينها فواصل زمنية تفضي
إلى إعداد المرشح للسقوط في لحظة واحدة، وهذا ما حصل مثلا للاتحاد السوفيتي فلم
يسقط نتيجة حرب بل نتيجة تراكم نقاط الضعف فيه، وهذا هو مصير أمريكا أيضا،
أنطلاقا من هذه القاعدة البديهية في الصراعات الكبرى فإن من ينفي وجود إيجابية
لطوفان الأقصى يسجل على نفسه موقفا لا عقلانيا ينتمي إلى ثأرات عشائرية مقيتة.
نعم: الكارثة التي حلت بغزة وبلبنان بعد طوفان الأقصى وكامتداد لها هي ثمن
دفعته شعوب أخرى في العالم قبل فلسطين ولبنان من أجل التحرر فتراكم الحقائق
التي تتبلور أثناء الصراع هي التي تؤسس للنصر أو الهزيمة لاحقا، وهما أي النصر
والهزيمة لا يحدثان في لحظة واحدة وإنما بالتراكم عبر مراحل مختلفة وطوفان
الأقصى أوصلتنا إلى مرحلة رأينا فيها الكيان الصهيوني ينهار فعلا وليس توقعا
فقط بدليل أن رؤساء أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا قد هرعوا فور بدء طوفان
الأقصى إلى إسرائيل لتأكيد أن هذه الدول لن تسمح بإنهيار إسرائيل.
فلنتوقف عن الخضوع للاعقلانية الثارأت القبلية، ولننظر إلى الحقائق كما هي فتلك
هي الخطوة الأولى في طريقنا نحو النصر.
هيئة تحرير البعث
افتتاحية جريدة
البعث العدد 93 |
شبكة البصرة
|
الثلاثاء 3 جماد الاول 1446 / 5
تشرين الثاني
2024 |
يرجى الاشارة الى
شبكة البصرة
عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا
تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط |