Untitled Document

شبكة البصرة منبر العراق الحر الثائر
print
جريمة في الأمم المتحدة


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

جريمة في الأمم المتحدة

شبكة البصرة

السيد زهره

اذا أردنا ان نعرف الهاوية السحيقة من الانحطاط السياسي والأخلاقي والقيمي التي انحدر اليها العالم اليوم، ما علينا سوى ان نتأمل هذا المشهد في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أعني مشهد وقوف مجرم الحرب والإبادة نتنياهو أمام الجمعية العامة للألم المتحدة متحدثا وما قاله من على هذا المنبر الأممي.

نتنياهو مجرم حرب وابادة المفروض ان مكانه خلف القضبان ليحاكم على جرائمه. هذا هو ما توصلت اليه المحكة الجنائية الدولية بعد تحقيقات مطولة في جرائم الحرب والابادة الجماعية في غزة، ولهذا طلب رئيس المحكمة اصدار أمر قبض على نتنياهو ومحاكمته، وهو القرار الذي عجزت المحكمة عن إعلانه حتى اليوم لأسباب الكل يعرفها.

وهذا هو ما توصلت اليه كل التقارير الدولية وتقارير كل المنظمات الانسانية والتقارير المستقلة عن حرب إبادة غزة. كل هذه التقارير توصلت الى ان نتنياهو ارتكب جرائم حرب وابادة حسب كل المعايير القانونية الدولية.

هذا المجرم وقف متحدثا على منبر الجمعية العامة للأم المتحدة، فماذا قال؟

وقف نتيناهو امام العالم متفاخرا بجرائمه في كل مكان.. في غزة وفي لبنان وفي اي مكان. ليس هذا فحسب، بل انه اعتبر ان هذه الجرائم هي ليست فقط "دفاع عن النفس" بل هي دفاع عن "الحضارة الانسانية" في مواجهة "الأعداء المتوحشين". الفلسطينيون الأبرياء الذي يحتل نتنياهو ارضهم ويبيدهم جماعيا أعداء متوحشون. كل العرب والمسلمين الذين يعتدي عليهم أعداء متوحشون. جرائم الحرب والابادة التي يرتكبها تجسد الحضارة الانسانية. منتهى الاحتقار لأي قيمة انسانية في تاريخ البشرية.

ومن على منبر الأمم المتحدة هدد نتيناهو بانه سيفعل ما يشاء وانه سيهاجم أي دولة واي مكان.

نتنياهو يقول للعالم بعبارة أخرى بمنتهى الصراحة والوضوح انه سيدوس القانون الدولي بالأقدام في أي وقت يشاء، ولن يضع أي اعتبار لأي قيمة إنسانية.

ولم يكتف نتياهو بهذا، بل، ومن على منبر الأمم المتحدة، لن يتردد في سب المنظمة الدولية وكل المنظمات التابعة لها ووصفها بأبشع الصفات.

قال ان الأمم المتحدة أصبحت "مهزلة مثيرة للازدراء"، واتهمها هي والمحكمة الجنائية بانها أصبحت مستنقعا لمعاداة السامية". كل هذا لأن الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية تجرأت وادانت إبادة شعب بأسره.

ان يسمح العالم لهذا المجرم بأن يقف على منبر الأمم المتحدة بعد كل الجرائم التي يرتكبها هي في حد ذاتها جريمة. جريمة بحق البشرية وحق القانون الدولي وحق أي قيمة إنسانية.

الأزمة ليست في الأمم المتحدة، فهذه المنظمة الدولية التي من المفترض ان تحمي العالم وتحاسب مرتكبي الحرب والإبادة مشلولة وعاجزة، واي قرار تتخذه لم يعد له قيمة ولا وزن.

الأزمة ان القوى الغربية الكبرى المهيمنة على النظام الدولي هي التي تشل عمل المنظمة، وهي التي تحمي الكيان الإسرائيلي وتشارك في كل جرائمه وتحميه من أي حساب او أي محاولة لردعه.

لهذا لم يكن صدفة ان اغلب الدول في كلماتها امام الجمعية العامة أجمعت على ان المطلب الأساسي هو اصلاح الأمم المتحدة ومؤسساتها وعلى رأسها مجلس الأمن على أمل ان يقود هذا الإصلاح الى جعل المنظمة اكثر فعالية ومعبرة حقا عن إرادة الشعوب ولديها القدرة على ردع جرائم الحرب في العالم.

وفي كل الأحوال، كما ذكرت في البداية سيبقى وقوف نتنياهو على منبر الأمم المتحدة وما قاله أكبر تجسيد لما وصل اليه العالم من انحطاط ومن عجز مطلق. العالم في الحقيقة هو اليوم رهينة بيد الإجرام الغربي الصهيوني.

شبكة البصرة

الاربعاء 29 ربيع الاول 1446 / 2 تشرين الاول 2024

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط

print