هذه تحية واجبة لماليزيا وشعبها العظيم.
السبب تقرير قرأته قبل أيام عن المبادرات والبرامج التي أطلقها الشعب الماليزي
في الفترة الماضية لنصرة القضية الفلسطينية وللتوعية بالقضية لدى الراي العام.
التقرير الذي نشره موقع:" الجزيرة نت " يذكر ان مؤسسات شعبية وجهات عدة ماليزية
اطلقت عددا من المبادرات و البرامج الإبداعية المتنوعة لنصرة القضية الفلسطينية
والتوعية المستمرة بها لابقائها حية لدى المواطن الماليزي العادي وللحفاظ على
زخم الدعم الشعبي.
التقرير يتحدث خصوصا عن أربع مبادرات كبرى انطلقت في الفترة الماضية في
ماليزيا:
المبادرة الأولى، أطلقتها شركة "زوس" للقهوة وتحمل اسم "مليون كوب قهوة من أجل
فلسطين".
يقول المدير التنفيذي للشركة أن الحملة التي بدأت ارتجالية وفردية تحولت إلى
مشاعر عامة، وارتأت إدارة الشركة تحويل المبادرات الفردية إلى حملة توعية،
وانضمت بدورها إلى حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، بالتعاون مع المجلس
الاستشاري الماليزي للمنظمات الاسلامية "مابيم".
و الهدف هو إبقاء المواطنين على تواصل يومي مع القضية، من خلال رسالة مفادها
"استمتع بقهوتك وتضامن مع فلسطين"، وقد أضيفت خانة فارغة على إسورة الكوب بجانب
العلم الفلسطيني لكتابة ملاحظة أو توقيع. للتعبير عن التضامن.
هذه المبادرة لقيت تجاوبا واسعا من الماليزيين والأجانب أيضا.
المبادرة الثانية: أطلقتها سيدات ماليزيات وهي مبادرة "السير من أجل فلسطين"،
اذ يدعون إلى إظهار التضامن بمجموعات صغيرة تعتمر الكوفية وترفع العلم
الفلسطيني، وتجوب بشكل صامت حي الأعمال في كوالالمبور، الذي يؤمه كثير من
السياح الأجانب والمحليين.
لكن أعدادا كبيرة أصبحت تنضم إلى هذه المجموعات التي تنطلق مساء كل سبت، لتشكل
مسيرة تضامن أسبوعية مع فلسطين، وتحولت فكرة المسير الهادئ من أجل فلسطين إلى
مسيرة تضم المئات. وانتقلت هذه المبادرة إلى مدن ماليزية أخرى.
المبادرة الثالثة: أطلقتها مؤسسة "إكرام"، اذ اتفقت مع أحد فروع شركة "تشيري"
الصينية للسيارات على تقديم خيمة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة مقابل كل
سيارة يبيعها فرع الشركة. وذكر مسئول في المؤسسة إن الفكرة "تذكر المشتري أثناء
فرحته بتسلم سيارته الجديدة أن هناك إخوة له بلا مأوى".
المبادرة الرابعة: اطلقها اتحاد مساجد ماليزيا تحت اسم "مساجد ماليزيا من أجل
تحرير الأقصى وفلسطين". وعقدت الحملة مؤتمرا بمناسبة ذكرى حريق المسجد الأقصى،
حضره رئيس الوزراء أنور إبراهيم وشخصيات سياسية وعامة.
كما نرى، هذه المبادرات التي اطلقها الشعب الماليزي هي مبادرات إبداعية مبتكرة.
وكما ذكرت، الهدف من هذه المبادرات هو أولا، التعبير عن تضامن الماليزيين مع
الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع حرب إبادة إسرائيلية ىلا توقف.
والهدف الثاني، ابقاء الوعي الشعبي العام بالقضية الفلسطينية حيا، وهو الأمر
الذي يدعم موقف الحكومة الماليزية الحازم في مواجهة العدوان الإسرائيلي وتأييد
القضية الفسلطينية.
لسنا بحاجة الى القول اننا في الدول العربية الأولى بأن نطلق مثل هذه المبادرات
دعما لقضية فلسطين وتوعية بها.
الشعوب العربية بادرت بالفعل بالتضامن العملي مع الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب
الإبادة الاسرائيلية التي يتعرض لها عبر خطوات كثيرة كان أهمها المقاطعة
الشعبية للشركات والمؤسسات الداعمة للكيان الإسرائيلي في حرب الابادة التي
يشنها، وهي المقاطعة التي كان لها اثر كبير.
كما نقول باستمرار هذه المعركة سوف تطول. وهي ليست معركة من اجل فلسطين فقط،
وانما هي معركة كل الأمة العربية.
لهذا، من الأهمية الحاسمة ان يبقى الوعي بالقضية بكل ابعادها حاضرا دوما وخصوصا
لدى الأجيال العربية الجديدة.
هذه مسئولية تتحملها كل المؤسسات والجهات المدنية في الدول العربية، وأيضا
الجهات الرسمية. وما فعلته المؤسسات الماليزية بالمبادرات التي اطلقتها هو
نموذج لما يمكن ان نفعله. |